صونادير تطلق استراتيجية تشاركية لصيانة وعقلنة تسيير الموارد المائية..
صونادير تطلق استراتيجية تشاركية لصيانة وعقلنة تسيير الموارد المائية..
الإثنين 19 مايو 2025
في خطوة جديدة نحو ترسيخ نهج تشاركي ومستدام في تسيير الموارد المائية، أشرف والي ولاية الترارزة، السيد أحمدنا ولد سيدي أب، رفقة المدير العام للشركة الوطنية للتنمية الريفية (صونادير)، السيد حماده ولد ديدي ولد سيداحمد، صباح اليوم بمدينة روصو، على افتتاح لقاء تشاوري مع المنتجين الزراعيين، تمحور حول سبل إنشاء روابط متخصصة في تسيير مياه الري، وتفعيل دور المزارعين في صيانة المحاور المائية الحيوية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد والي الترارزة بأهمية اللقاء، مؤكدًا أن الولاية باعتبارها سلة غذاء وطنية، تحتاج إلى جهود مضاعفة في مجال تسيير المياه، نظرًا لاعتمادها الكبير على الزراعة المروية، كما ثمن الوالي الجهود الملموسة التي تبذلها شركة صونادير في مجال تطوير وصيانة البنى التحتية الزراعية، خاصة ما يتعلق بالمحاور المائية، التي تمثل شريان حيوي لضمان ديمومة النشاط الزراعي.
من جهته، رحب المدير العام لصونادير بالمشاركين في اللقاء، مؤكدًا أن هذه المبادرة تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، الرامية إلى ترسيخ الحكامة الرشيدة في تسيير الموارد الطبيعية، وخصوصًا المياه، التي وصفها بأنها "ثروة وطنية يتعين الحفاظ عليها وتسييرها بعقلانية وشراكة فاعلة بين الدولة والمنتجين، في إطار من الحكامة المستدامة وعقلنة تسيير الموارد الطبيعية".
وأشار إلى أن المقاربة الجديدة المعتمدة من طرف الشركة في تسيير مياه الري تقوم على إشراك المزارعين كمستخدمين مباشرين للمورد، بما يعزز من نجاعة التسيير، ويضمن استمرارية أعمال الصيانة، التي ظلت لعقود مرهونة بالوسائل الحكومية فقط، وأكد أن ولاية الترارزة تحتضن 14 محورًا مائيًا رئيسيًا، تمثل ركيزة أساسية للنشاط الزراعي، ما يستدعي مضاعفة الجهود لصيانتها وتسييرها بفعالية.
وأوضح المدير العام أن استراتيجية صونادير ترتكز على خطة مزدوجة الأبعاد: قصيرة ومتوسطة المدى، تهدف إلى تحويل المحاور المائية إلى نظم مستدامة وقابلة للصيانة الذاتية.
على المدى المتوسط، تشمل الخطة:
• إنشاء 117 كيلومترًا من المحاور المائية، من خلال عمليات تعميق وتعزيز البنية التحتية، حال الانتهاء من الدراسات الفنية الضرورية.
• تطوير آليات مبتكرة لمكافحة الأعشاب الضارة، التي تشكل خطرًا متناميًا على سلاسة تدفق المياه، من خلال تعميق التعاون مع مراكز البحوث الإقليمية والدولية.
• إنشاء أنظمة مراقبة واستشعار ذكية على مستوى المحاور، تتيح جمع وتحليل البيانات في الزمن الحقيقي، مما يعزز من اتخاذ القرارات الميدانية ويقلص من الهدر والاختلالات.
أما على المدى القريب، فتشمل التدخلات:
• إنشاء روابط لمستخدمي مياه الري على مستوى كل محور، لتكون حلقة وصل بين الإدارة والمزارعين، ومؤسسة لمقاربات التسيير اللامركزي.
• تعزيز وسائل الصيانة الدورية من خلال اقتناء آليات ومعدات خفيفة وثقيلة، تضمن التدخل السريع في حالات الأعطال أو تراكم الطمي.
• اعتماد تقنيات حديثة تساعد على عقلنة استخدام المياه، مثل الري الذكي، والتحكم الآلي في التدفق، مما ينعكس إيجابًا على مردودية المحاصيل وكفاءة استخدام الموارد.
وشدد المدير العام على أن التسيير المعقلن والصيانة الدورية ليسا ترفًا إداريًا، بل ضرورة ميدانية لضمان ديمومة المشاريع الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي الوطني، معتبرًا أن أي إخلال في صيانة المحاور المائية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، سواء على مستوى المحاصيل أو على مستوى البنية التحتية نفسها.
وفي ختام اللقاء، عبّر عدد من المنتجين الزراعيين عن ارتياحهم لهذه الخطوة، التي وصفوها بالمهمة، مؤكدين استعدادهم للانخراط الكامل في هذا النهج الجديد، والمساهمة في صيانة المحاور المائية، وتأسيس روابط قوية تسهم في ترشيد المياه وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في منطقة الضفة.
#الشركة_الوطنية_للتنمية_الريفية
#صونادير